قصة أصحاب الأخدود – القصة الكاملة كما وردت في القرآن

قصة أصحاب الأخدود – القصة الكاملة كما وردت في القرآن 





تُعد قصة أصحاب الأخدود من أبرز القصص المؤثرة في القرآن الكريم، وقد وردت في سورة البروج لتكون مثالًا خالدًا على قوة الإيمان وثبات المؤمنين أمام الطغاة.

في هذا المقال، ستتعرف على أحداث القصة الحقيقية، ولماذا خُلّدت في القرآن، وما هي الدروس المستفادة منها.

من هم أصحاب الأخدود؟

أصحاب الأخدود هم قومٌ اشتهروا باضطهاد المؤمنين وتعذيبهم. أشعلوا نارًا عظيمة داخل أخاديد حُفرت في الأرض، وألقوا فيها كل من آمن بالله وحده ورفض عبادة الملك الظالم.

وقد قال الله تعالى في وصفهم:

"قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ. النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ"

بداية القصة: ملك ظالم وساحر عجوز

تبدأ القصة بملك جبار كان يتحكم في الناس ويجبرهم على عبادته ، كان للملك ساحر كبير في السن يعتمد عليه في تثبيت سلطته، وعندما كبر الساحر قال للملك :

“ابعث إلي غلامًا أعلمه السحر ليخلفني بعد موتي.”

فأرسل الملك غلامًا ذكيًا ليتعلم السحر.

الغلام والراهب… بداية الإيمان

في طريقه إلى الساحر، كان الغلام يمر براهب مؤمن بالله ، استمع الغلام لكلام الراهب وأُعجب بدينه، فصار يجلس معه ويتعلم منه التوحيد.

بدأ الغلام يتردد بين الطريقين:

طريق الساحر أو طريق الراهب والإيمان ، وكان كلما تأخر ضربه الساحر، وإذا تأخر ضربه الراهب، فشكا ذلك للراهب فقال:

"إذا خشيت الساحر فقل: حبستني أمي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر."

معجزات الغلام وثباته على الحق

حدث ذات يوم أن ظهر سبع يمنع الناس من المرور، فقال الغلام:

“اللهم إن كان دين الراهب أحب إليك من دين الساحر، فاقتل هذا السبع.”

فرمى الغلام حجرًا فقتل السبع، فعرف الناس أنه على حق، وبدأت معجزاته تنتشر ، أصبح الغلام يعالج المرضى ويشفي الأعمى والأبرص بإذن الله، فخاف الملك من انتشار الإيمان.

الملك يعذب الراهب والغلام

لما علم الملك أن الغلام يدعو إلى الإيمان بالله، أمر بتعذيب الراهب حتى مات. ثم حاول قتل الغلام عدة مرات:

رماه من الجبل فلم يمت

وضعه في البحر فلم يغرق

وفي كل مرة يقول الغلام: “اللهم اكفنيهم بما شئت.”

استشهاد الغلام… وبداية الإيمان الكبير

قال الغلام للملك في النهاية: “لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به.”

فقال الملك: “وما هو؟”

قال: “أن تجمع الناس كلهم في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم تأخذ سهمًا من كنانتي وتقول: باسم الله رب الغلام.”

ففعل الملك، ولما رمى السهم ومات الغلام صاح الناس كلهم: “آمنا برب الغلام!”

هنا اشتعل غضب الملك، لأنه خسر سلطته على الناس.

الأخاديد والنار… نهاية الظالمين

أمر الملك بحفر أخاديد عظيمة في الأرض، وأوقد فيها النار، وقال:

“من لم يرجع عن إيمانه فليُلق في النار!” لكن المؤمنين لم يتراجعوا، رجالًا ونساءً وأطفالًا.

ومن أشد المواقف تأثيرًا قصة المرأة التي كانت تحمل طفلًا صغيرًا، فترددت، فأنطق الله الطفل وقال: “يا أمه، اصبري فإنك على الحق.” فسقطت في النار ثابتة مؤمنة. وهكذا أصبح أصحاب الأخدود عبرة لكل الطغاة عبر الزمن.

الدروس والعبر من قصة أصحاب الأخدود

1. قوة الإيمان أمام الظلم

ثبت المؤمنون رغم شدة العذاب، ما يجعل القصة مثالًا للصبر والثبات.

2. أن الله ينصر الحق ولو بعد حين

الغلام الصغير هزم ملكًا ظالمًا بقوة الإيمان.

3. الدعوة تحتاج حكمة وصبرًا

الغلام علّم الناس التوحيد تدريجيًا حتى انتشر الدين.

4. الطغيان مهما بلغ… نهايته الخسارة

الملك امتلك القوة، لكن الله أهلكه وخلّد قصته كعبرة. 

تعليقات