قصة ذي الكفل عليه السلام – من هو وما هي قصته كما وردت في القرآن الكريم؟
الوصف التعريفي :
تعرف على قصة ذي الكفل عليه السلام كما وردت في القرآن الكريم، صفاته، سبب تسميته، وهل هو نبي أم رجل صالح؟
مقدمة
يُعدّ ذو الكفل عليه السلام من الشخصيات التي ذكرها القرآن الكريم ضمن الأنبياء والصالحين، ورغم أنّ قصته لم تُفصّل في السور، إلا أن العلماء تحدثوا عنها بإسهاب، وبيّنوا أهميته ومكانته بين عباد الله الصالحين.
في هذا المقال الشامل سنعرض قصة ذي الكفل، صفاته، فضائله، والخلاف حول نبوته، بأسلوب مبسط ودقيق .
من هو ذو الكفل؟
ورد ذكر ذي الكفل في القرآن الكريم في موضعين:
قوله تعالى:
﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (الأنبياء: 85)
وقوله تعالى:
﴿وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ﴾ (ص: 48)
ويتبيّن من الآيات أن ذا الكفل كان من الصابرين ومن الأخيار، أي أنه بلغ منزلة عالية من الإيمان والعبادة والأخلاق.
سبب تسميته (ذي الكفل)
اختلف العلماء في سبب تسميته بهذا الاسم:
قيل: لأنه تكفّل بقومه أن يقيم فيهم العدل ولا يغضب، فوفى بما تكفّل به ، وقيل: لأنه ضمن للنبي الذي قبله أن يواصل العبادة في الناس ليلًا ونهارًا ، وقيل: إن "الكفل" بمعنى النصيب، أي ذو النصيب العظيم من الطاعة ، والراجح أنه سُمّي ذي الكفل لأنه قام بما كُلّف به وتحمل المسؤولية على أكمل وجه.
هل ذو الكفل نبي أم رجل صالح؟
هناك قولان مشهوران:
القول الأول: أنه نبي
وهذا مذهب كثير من العلماء، لأن الله ذكره في سياق الأنبياء
القول الثاني: أنه رجل صالح
وهو قول ابن كثير وجماعة من السلف، لأن القرآن لم يذكر له رسالة أو معجزة
الخلاصة:
الراجح أنه رجل صالح من عباد الله الأخيار، بلغ مرتبة عظيمة في الصبر والعبادة، وربما كان نبيًا، والله أعلم
قصة ذي الكفل كما رواها المفسرون
تُروى في كتب التفاسير قصة مشهورة عن بعثته للحكم بين الناس:
1- بداية القصة
كان هناك نبي من أنبياء بني إسرائيل يريد أن يستخلف رجلاً يقوم مقامه في الحكم والعبادة
فقال لقومه:
من يتكفل لي بثلاث
أن يصوم النهار
ويقوم الليل
ولا يغضب
أجعله خليفة عليّ.
فتقدم شاب يُدعى ذو الكفل وقال: أنا أتكفل لك
فشكّ الناس في قدرته على الوفاء بهذه الشروط الصعبة
2- اختبار ذو الكفل
جلس ذو الكفل يحكم بين الناس بلا غضب، ويجتهد في العبادة، ويصبر على الأذى ، وكان الشيطان يحاول أن يوقعه في الغضب أو يقطع عليه نومه وراحته، لكنه لم يقدر على ذلك.
3- نجاحه وتوليه الحكم
ثبت فأدّى ما تعهد به، وصبر على الابتلاء، فلم يغضب، ولم يترك العبادة، فصار يُضرب به المثل في الصبر والعدل والاستقامة
وهذا هو السبب في مدح الله له بأنه من الصابرين ومن الأخيار.
صفات ذو الكفل عليه السلام:
الصبر الشديد
العدل في الحكم
حسن الخلق
الوفاء بالعهد
العبادة الدائمة
الحكمة والرزانة
الدروس المستفادة من قصة ذي الكفل:
أهمية الوفاء بالعهود والمسؤوليات.
قوة الصبر في مواجهة الفتن والابتلاءات
كبح الغضب من صفات الأخيار
أن العدل أساس صلاح المجتمعات
أن الإنسان قد يصل لمرتبة عليا بالطاعة حتى لو لم يكن نبيًا
سبب ذكره في القرآن رغم قلة تفاصيل قصته
لأن العبرة ليست بطول القصص، بل بما تحمله من قيم وخُلق
وقصة ذو الكفل تركز على ثلاث قيم رئيسية:
الصبر
كظم الغيظ
الوفاء بالأمانة
وهذه القيم هي أساس بناء الشخصية المؤمنة.
خاتمة
يظل ذو الكفل عليه السلام نموذجًا فريدًا للإنسان الصالح الذي يجمع بين العبادة، الصبر، والعدل ، ورغم أن القرآن لم يذكر تفاصيل كثيرة عنه، إلا أن إشادة الله به تكفي لتدل على عظمة مقامه.
