قصة صاحب الجنتين – دروس وعبر من سورة الكهف

 قصة صاحب الجنتين – دروس وعبر من سورة الكهف



الوصف التعريفي :

قصة صاحب الجنتين من سورة الكهف من أعظم القصص القرآنية التي تكشف حقيقة الغرور والكبر وفضل شكر النعم. تعرف على ملخص القصة، وأهم الدروس المستفادة، ولماذا ذُكرت في القرآن.

مقدمة

تُعد قصة صاحب الجنتين واحدة من القصص العظيمة التي وردت في سورة الكهف، والتي تحمل معاني عميقة حول الابتلاء، والغرور، وشكر النعمة، وحقيقة الدنيا. وقد ضرب الله بها مثلاً خالداً يُفهم منه أن المال ليس معيار الكرامة، وأن النعم قد تزول إذا لم تُقابل بالتواضع والإيمان.

في هذا المقال سنروي القصة بأسلوب مبسّط وجذاب، ونتوقف عند أبرز الدروس والعبر التي يحتاجها المسلم في حياته اليومية.

ملخص قصة صاحب الجنتين كما وردت في سورة الكهف

تحكي القصة عن رجلَين من بني إسرائيل، أحدهما غني يمتلك جنتين (بساتين) واسعة مليئة بأشجار العنب، وإلى جوارها نخيل، وبينهما زرع، إضافة إلى الأنهار الجارية التي لا تنقطع ، وقد رزقه الله بكل مقومات الثراء والراحة.

أما الرجل الآخر فكان فقيراً مؤمناً بالله، لا يملك من الدنيا إلا إيمانه وتقواه ، مع كثرة المال والثمار وحسن الزرع، اغترّ صاحب الجنتين وثقلت نفسه بالكبر، فنظر إلى الفقير نظرة استصغار، وقال له بغرور:

"أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً"

ثم دخل جنته وهو ظالم لنفسه وقال :

"ما أظن أن تبيد هذه أبداً"

وظن أن ما يملك دائم لا يزول، بل تطرف غروره حتى شك في يوم القيامة وقال : 

"وما أظن الساعة قائمة"

ولم يكتف بذلك، بل ظن أنه إن كانت هناك جنة حقًا فهو أولى بها .

نصيحة الرجل المؤمن

وقف الرجل الفقير بثبات المؤمن وقال له :

كيف تكفر بمن خلقك

لماذا لم تقل عند دخولك الجنة: "ما شاء الله، لا قوة إلا بالله"؟ إن كنت تراني أقل منك مالاً وولدًا فالله قادر أن يعطيني خيراً مما عندك

كانت نصيحته نابعة من قلب مؤمن يعرف حقيقة الدنيا، ويحذّر صاحبه قبل أن يهلك.

سقوط الجنتين ونهاية الغرور

لم يلبث صاحب الجنتين طويلاً حتى جاء أمر الله، فأُحيط بالجنة فأصبحت خرابًا بعد عمران، وذهبت أنهارها، واحترقت ثمارها، وسقطت الأشجار على بعضها.وقف الرجل الغني يصفق بيديه ندمًا وحسرة، بعدما أدرك أنه أخطأ حين أعجب بماله، وظن أن النعمة لا تزول.

قال تعالى: 

"وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا"

عندها تمنّى لو لم يشرك بربه أحداً، وتمنى لو شكر نعمة الله بدل الغرور

الدروس المستفادة من قصة صاحب الجنتين

 1- النعم لا تدوم إلا بالشكر

فشكر النعمة سبب في بقائها، بينما نكرانها سبب في زوالها

 2- الغرور والكبر يهلك صاحبه

المال والجاه إذا لم يُقابلا بالتواضع قد يصبحان سبباً للهلاك

 3- الإيمان الحقيقي لا يهتز أمام الفتن

الرجل الفقير رغم حاله إلا أنه ثابت على دينه، واثق في قدرة الله.

 4- قول "ما شاء الله" سبب لبركة المال

تعليم قرآني مهم لكل مسلم يدخل بيته أو يرى ما يعجبه من النعم.

 5- الدنيا فانية مهما كثرت

فما عند الله خير وأبقى.

 6- الحكمة من ذكر القصة في سورة الكهف

لتحذير المؤمن من فتنة المال، وهي إحدى الفتن الأربع التي تعالجها السورة.

خلاصة القصة : 

قصة صاحب الجنتين ليست مجرد حكاية قديمة، بل رسالة خالدة لكل إنسان يرى النعم بين يديه ، فما بين الغرور والشكر، وبين الكفر والرضا، تتحدد نهاية الإنسان في الدنيا والآخرة ، عندما ينسى الإنسان فضل الله، ويظن أن النجاح من صنع يديه فقط، تكون النتيجة مثل مصير صاحب الجنتين: خسارة في الدنيا وحسرة في الآخرة.


تعليقات